بسم الله الرحمن الرحيم
عن زينب قالت : كان عبد الله إذا جاء من حاجة، فأراد أن يدخل المنزل، تنحنح، وبزق، ليعلمنا مخافة أن يهجم منا على شيء يكرهه، وإنه جاء ذات يوم وعندي عجوز ترقي من الحمرة، قالت : فلما جاء عبد الله تنحنح، قالت : فأدخلتها تحت السرير، قالت : فجاء حتى جلس معي على السرير، قالت : فرأى في عنقي خيطا ، فقال : ما هذا الخيط؟ فقلت : خيط رقي لي فيه، قالت : فأخذه ، فقطعه، ثم قال : أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الرقى ، والتمائم ، والتولة شرك " فقلت له : لم تقول هكذا ؟ لقد كانت عيني تقذف، وكنت اختلف إلى فلان اليهودي، فإذا رقاها، سكنت، فقال عبد الله : إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقي فيها ، كف عنها، إنما يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أذهب البأس رب الناس، واشف ، أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً" .
التمائم : جمع التميمة، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين بزعمهم، فأبطلها الشرع، ويقال : التميمة : قلادة يعلق فيها العود. وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع التميمة من عنق الفضل بن عباس وروى أن عمران بن حصين نظر إلى رجل في يده دملج من صفر فقال: ما شأن هذا ؟ قال : جعلته من الواهنة، فقال عمران : فإنه لا يزيدك إلا وهنا . وقال حماد: كان إبراهيم يكره كل شيء يعلق على صغير أو كبير ، ويقول : هو من التمائم.
والتولة : ضرب من السحر . قال الأصمعي : وهو الذي يحبب المرأة إلى زوجها، وهو بكسر التاء. فأما التولة بضم التاء : فهو الداهية
والمنهي من الرقى ما كان فيه شرك ، أو كان يذكر مودة الشياطين ، أو ما كان منها بغير لسان العرب، ولا يدري ما هو ولعله يدخله سحر، أو كفر، فأما ما كان بالقرآن ، وبذكر الله عز وجل ، فإنه جائز مستحب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه بالمعوذات . وقال صلى الله عليه وسلم الذي رقى بفاتحة الكتاب: " من أين علمتم أنها رقية ؟ أحسنتم ، اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم ، وقال : " إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله "
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسن : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة " .
وقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس ، أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك " .
وروي عن عوف بن مالك الأشجعي : كنا نرقي في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعرضوا علي رقاكم ، فإنه لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك".
ويروي عن عبد الله بن عكيم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من تعلق شيئا وكل إليه " .