تعودُ الحروفُ ... تصحوا
تُناجي صفحاتي المتناثره
لا زالت بيضاءَ
بعفةِ كل رسالات السماءْ
.
.
كيفَ وقد انقضى العهد القديم
وماعادَ في السماءِ رساله
وإرتعشت أصابعي
وكلُّ أدواتِ النداءِ
ماعادت تعيدُ السيفَ في غمدي
فأنا ماعدتُ فاتحَ روما
ولا تحررتُ بعدُ من غزو الصليب
.
مرتحلٌ ..
وبين الكلماتِ فواصلَ
تجتثُ أحلامي
وأقواسَ علِّقتْ عليها حبال مشنقتي
ومدُّ البحورِ يغرقني
هناكَ ..
هناكَ مرّ ألفُ عامٍ
يوم أنْ سقط الوفاءْ
ولم تستقرأني عينايَ الحبيب
.
.
هناكَ وقفت تلك الحروفُ شاهده
وهناكَ أعلنت كل الممالكِ القديمه
أنْ سقط القلم .
يوم أنْ إجتاح المغولُ صفحاتي
وهتكوا عذريةَ الكلماتْ
وأحرقوا كلَّ دمى الطفوله
.
قالوا لي حينها ..
لن تقدرَ على التحليقِ
ومعانقةِ الطيور للأعالي صارَ حلماً
سقطتْ السماءُ
وهي تحتوي عيناكَ
وضاعت في ملامحها ألوانُ الحنين
.
وتسربتْ حباتُ النورِ
من أطراف معطفي
وتمردتْ غربانُ الحقولِ
تعتلي أشجاري
.
.
وأضحيتُ رجُلا رمادياً
يخوض الحروب لكي يخسر
.
.
أظنني بعدهذا العمرِ
عشقتُ طعم الخسائرْ
فلا تطلبين مني الرحيلَ
نحو مملكةِ عشقنا الأولى
.
فجيوشُ التتارِ هناكَ
مازالتْ تستبيحُ دون خجلٍ
عذريةَ الصفحاتْ
وترقصُ طرباُ في مسرح الجريمه
وتُلقي في نهر دجلةَ
كلَّ مخطوطاتَ عشقي
.
فأنا سيدتي كالشمسِ لا أغفو
.
.
ولكني حينما أغربُ فوق أرضٍ
أشرقُ فوق أخرى
فيها مازال حياً
.
.