وأظَلُّ أبْحَثُ في العيونِ الشَّهْدِ
عنْ ذاتي التي بَعْثَرْتُها تَحْتَ المَطَر
وَزرَعْتُها في عَيْنِ كُلِّ مَليحةٍ
وَبَنَيْتُها . . . في كُلِّ ما لا يَسْتَقِرْ
وأَظَلُّ أرْحَلُ خَلْفَ قافِلَةِ الأُنوثَةِ
مُبْحِراً في اللاوُصُولِ يَكَادُ
يَقْتُلُني الضَجَرْ
وأطُوفُ أرْجاءَ الخَيالِ
بِمُهْجَتي وَجَعُ . . . وفي عَيْنَيَّ يَنْتَحِرالسَّهَرْ
وأظلُّ في دوَّامَةِ الأَهْدابِ مُرْتَحِلاً . . .
يَصيحُ الكُحْلُ في قَلْبي . . .
حَذَارِ فإنَّ في صَمْتي . . .
بقايا من هلاكٍ . . بلْ بقايا من قَدَرْ
إرْحَلْ بِقَلْبِكَ عنْ جَحيمي . . .
إنني في صَمْتِيَ المُلْقي بِذاكِرَةِ النّوارِسِ . . .
قدْ تركتُ الحبّ في ضوْءِ القَمَرْ
إذْهَبْ إليهِ فرُبما يُنبِئْكَ مِثْلي بالخَبَرْ
فَأَلُمُّ أَحْزانَ القَصيدِ علي يَدي
وأَروحُ أبْكي للقمرْ
قال القمرْ :
منْ أنتَ . . ؟
قُلْتُ : مُسافِرٌ قدْ أدْمَنَتْهُ مَرافئُ المنفي . . .
فجاءَ إليكَ يبْحَثُ عن أميرتهِ التي
في سِرِّ أسْرارِ الحياةِ تقُومُ ليْلَتَها ..
فَقُصَّ عليَّ منْ أخْبارها نُتَفاً . .
عساكَ تُهيلُ عنها
ما اسْتَتَرْ
فيُجيبُني بالصَّمْتِ . .
يا هذا الذي
قدْ دَوَّخَتْهُ مَكاحِلُ الأُنْثي . .
أفِقْ من رحْلَةِ الأوْهامِ . .
وانْفُضْ عنْ جَبينِكَ كُلَّ أحْزانِ السَّفَرْ
يا أيها اللا شيءُ كُنْ شَيئاً
وَقُمْ واقْطُفْ حَياتَكَ زهْرَةً
أوْ خَلِّها عُصْفُورَةً فَوْقَ الشَّجَرْ
. . . . . . وأُفيقُ . . . لا أجِدُ القَمَرْ
فَأظَلُّ أبْحَثُ . . ثُمَّ أبْحَثُ . . ثمَّ أبحثُ . .
والعُيونَ الشَّهْدُ . .
ما زالتْ تُبَعْثِرُ مُهْجَتي تحْتَ المطَرْ
وأروحُ أسْألُ . . من أكونُ ومن أنا ؟
أأنا المُسافِرُ بينَ أوْهامِ الهوى ؟
أم أنني المَنْفِيُّ ما بيني وبيني . .؟
أمْ تُراني مِثْلما قالَ القمَرْ
. . . . .
. . . . . . . . . . .
مَهْما أكونُ فلا يُهِمُّ فإنني
سأظَلُّ أبْحَثُ في العُيونِ الشَّهْدِ عني . .
رُبما ذاتي تَعُودُ إليَّ يوماً . .
عِنْدما يَقِفُ المطرْ