أن تجلس مع رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني يعني أن تصعد إلى ذهنك عشرات الأسئلة فوراً، إلا في حالة أبوعلاء قريع، فأنت تجده يرمي الإجابات أمامك ويدفعك كي تفكر معه في حل عشرات المشاكل .
وفي لقاء خاص بمكتب أبوعلاء في بلدة أبوديس شرقي القدس، جلس رئيس تحرير وكالة معا ناصر اللحام والصحافي المعروف عبدالرؤوف أرنئوط من صحيفة الأيام ومدير تحرير صحيفة القدس ماهر الشيخ يستعرضون مع أبوعلاء آخر التطورات وأهمُّها من وجهة نظره .
ومما قاله السيد أحمد قريع نختار المقتطفات التالية:
أولاً: قرار إسرائيل بشأن الإستيطان في القدس مرفوض جملة وتفصيلا، والموقف الأمريكي جائر والموقف الأوروبي منافق والموقف العربي ضعيف وإذا أرادت إسرائيل فرض الأمر بالقوة، أقول لهم " نحن مكثنا 30 عاماً نقنع شعبنا في حل الدولتين وإذا لم ننجح سنعود لفكرة الدولة الواحدة " .
ثانياً : الإسرائيليون عرضوا وسرَّبوا خرائط كثيرة أثناء المفاوضات حول قضايا الحل النهائي وتحدثوا عن تبادل أراضي ونحن رفضنا وأنا قلت لهم " ليست الخرائط التي تحدد المواقف وإنما المواقف هي التي تحدد الخرائط " وهذا ما قلته أيضاً للمفاوض الإسرائيلي شلومو بن عامي في ستوكهولم ذات يوم .
ثالثاً : نحن نسعى لإتفاق شامل وليس إعلان مباديء أو إتفاق إطار يلفه الغموض المدمر، والمفاوضات صعبة شملت أحياناً المماحكة والشتائم وفتحنا الخرائط وتشمل القدس والضفة وقطاع غزة وأراضي الحرم والبحر الميت وغور الأردن والممر الآمن، وهناك تنسيق وتشاور مع العرب في هذه المفاوضات .
رابعاً : إتفقنا على عدم إبلاغ وسائل الإعلام بما يجري أثناء التفاوض كما إتفقنا على كتابة المواقف في محضر مفاوضات سواء إتفقنا أولم نتفق .
خامساً : فيما يتعلق بمؤتمر فتح السادس أقول لا يمكن القفز عنه أو تأجيله خاصة وأن فتح تنجز الإنتخابات الداخلية وقيادات الأقاليم تملك صلاحيات كاملة ومطلقة في ذات الأقليم لكل الأنشطة الفتحاوية، والمؤتمر سيعقد قبل نهاية هذا العام ولم يحدد مكان إنعقاده بعد سواء في الأردن أو مصر أو في الداخل .
سادساً : هناك من يقول إن فتح تنظيم الكبار وأنا أقول أن 80% من فتح هم من جيل الشباب والمؤتمر سيوحد فتح ويعيد تجميع قادتها وقاعدتها ويعزز المصالحات بين بين أفرادها وتياراتها وليس صحيحاً أن أعضاء اللجنة المركزية مترددون في عقد المؤتمر لإنهم هم الذين يعملون بجهد من أجل إنجاح إنعقاده .
سابعاً : بالنسبة للإنقسام بين الضفة والقطاع، لايجوز أن يستمر إلا إذا كان البعض لديه رؤية لفصل غزة عن الضفة والقدس، وحذَّر قريع من أنه لايوجد دولة في غزة تكفي فلسطين ولا دولة في الضفة تكفي الفلسطينيين وأن هذا الوضع القائم يجب أن ينتهي رغم أن الوضع الحالي قد يغري البعض بمصالح شخصية سيصعب التخلي عنها لاحقاً وأن يراهن المستفيدون على أن يعتاد الناس على هذا الوضع .
ثامناً : لحل مشكلة الإنقسام السياسي يجب الإنتباه إلى نقطتين :
أ - الإلتزامات الدولية ، وهي التي نتج عنها إقامة سلطة وتأسيس حكومة على قاعدتها ومستحيل تجاوز ذلك لأن كل العالم سيرفض التعامل مع أية حكومة لاتلتزم بما وقعته م.ت.ف، وإذا حماس أو فتح أو الجبهة أو أي فصيل لديهم مواقف أخرى فهذا من حقهم ولكن تشكيل الحكومة أمر مختلف .
ب- أن الحكومة، أية حكومة من مهماتها الأن وسيادة القانون والنظام والتنمية الإجتماعية والإقتصادية، ولا أحد يطلب من الفصائل أن تتنازل عن قناعاتها.
ومن العبارات المؤثرة التي قالها أبوعلاء "كلما عرضت إسرائيل علينا خارطة جديدة كلما شعرت أنهم يقطعون جزء من لحمي الحي، والمفاوضات صعبة، وأحياناً نتبادل الشتائم والصراخ .. قالها قبل أن يدخل صحافي إسرائيلي من معاريف يطلب لقاءه بعدنا.