من اروع ماقيل في الغزل العذري...!!!
من أروع ما قاله شعراء الغزل، وأخص بالذكر، شعراء الغزل العذري، الذين عانوا ولاقوا الويلات في حبّهم...
مجنون ليلى (قيس بن الملوّح بن مزاحم بن ربيعة العامري):
"أُعلِّل مِنكِ النّفسَ بالوعدِ والمنى=فهل بيأسٍ منكِ ليلى أُعلّلُ ؟
أهيمُ بكم في كلّ يومٍ وليلةٍ=جُنونًا وجسمي بالسّقام مُوكَّلُ"
" أبوسُ تُرابَ رجلِكِ يا لَوَيْلي=ولولا ذاكَ لا أُدْعى مُصابا
وما بَوْسُ الترابِ لحُبِّ أرْضٍ=ولكن حبُّ من وطئ الترابا"
"لليلى على قلبي من الحبِّ حاجزٌ=مقيمٌ، ولكنّ الفراقَ عظيمُ
فواحدةٌ تبكي من الهجر والقِلى=وأخرى لها شجوٌ بها وتهيمُ
ويُنهضني من حُبِّ ليلى نواهِضٌ=لهنّ حريقٌ في الفؤاد مُقيمُ
إلى الله أشكو فَقْدَ ليلى كما شكا=إلى الله فَقْدَ الوالدَيْنِ يتيمُ
يتيمٌ جفاهُ الأقربونَ فعَظْمُهُ=ضعيفٌ وعهدُ الوالدَيْنِ قديمُ
وإنَّ زمانًا فرّقَ الهجرُ بيننا=وبينكِ يا ليلى فذاكَ ذَميمُ"
جميل بثينة:
"إنّي لأحفظُ غَيْبَكُم ويسرّني=إذ تذكُرين بصالحٍ أن تذكُري
ويكونُ يومٌ لا أرى لكِ مُرْسَلًا=أو نلتقي فيه عليّ كأشهُرِ
يا ليتني ألقى المنيّةَ بغتةً=إن كان يومُ لقائكم لم يُقْدَرِ
أو أستطيعُ تجلُّدًأ عن ذكرِكُم=فيُفيقُ بعضُ صبابتي وتفكُّري
لو قد تُجنُّ كما أُجنُّ من الهوى=لعَذَرْتَ أو لظلمتَ إنْ لم تعذُرِ
والله ما للقلب من علمٍ بها=غيرُ الظنون وغير قول المُخبرِ
لا تحسبي أنّي هجرتُكِ طائعًا=حَدَثٌ لعمرُكِ رائعٌ أن تهجُري
فَلْتَبْكِيَنَّ الباكياتُ وإن أَبُحْ=يومًأ بسرِّكِ مُعْلِنًا لم أُعْذَرِ
يهواكِ ما عشتُ الفؤادُ فإنْ أمُتْ=يتبعْ صَدايَ صداكِ بينَ الأقبُرِ
ما أنتِ والوعدِ الذي تعدينني=إلّا كبرقِ سحابةٍ لم تُمطِرِ
قلبي نَصَحْتُ لهُ فرَدَّ نصيحتي=فمتى هجرتيهِ فمنهُ تكثّري "
" وما زِلتُم يا بَثْنَ حتّى لو أنّني=من الشَّوق أستبكي الحمامَ بكى ليا
إذا خَدِرَتْ رجلي وقيلَ شفاؤها=دُعاءُ حبيبٍ كنتِ أنتِ دُعائيا
وما زادني النّأيُ المُفرِّقُ بعدكم=سُلُوًّا ولا طولُ التلاقي تلاقيا
ولا زادني الواشون إلا صبابةً=ولا كثرةُ الناهينَ إلا تمادِيا
ألم تعلمي يا عذبَةَ الرّيقِ أنني=أَظلُّ إذا لم أَلقَ وجهَكِ صادِيا
لقد خِفْتُ أن ألقى المنيّةَ بغتةً=وفي النفس حاجاتٌ إليكِ كما هيا"